أمى ليست ككل الأمهات
وفؤادها ليس كباقى الأفئدة
التى تنبض فى المسامات
أمى قطعة من غيم الجنة
مجبولة بتراب الآهات
وماسة قد توجت رأسى فوق عرش القافبات
أمى قرص شمس
تشرق من بين أحضانها
أشعة السماوات
قمر تستلقى عليه شرايين دمى
كلما ضاجت بأضلعى النبضات
أمى شموع عمرى
التى أشعلتنى فوق أحداقها كالنجمات
وعلقتنى فوق صدرها الحانى كالشرنقات
أمى التى فقدت نداها فوق قوافل الغافيات
وودعت بالدمع شذاها فوق جرح الحالمات
تذوقت من عصرة عبيرها
حلو الكلمات
وتنشقت من فوهة ينابيعها
ألذ العبارات
أمى قاموس من الألم والفرح
فى مجلدات
سطور من الضحك ومن الدمع
ومن مختلف التنهدات
تربيت بين عروقها كاليرقات
وتدليت من أغصان حنانها
كالورقات
وكبرت وأنا ألعق من جذور
حبها سكرة الزنبقات
هى تاريخ ولوجى عبر مشيمة الزمان
وأعوام خروجى من صرة المكان
وسجل نضوجى ما بين البذرة والبستان
هى اللون الذى رسم
ملامحى بريشة الحنان
والقلم الذى وهبنى هويتى والعنوان
هى شهقة العنبر فى الريحان
وشهد العسل فى بطون الرمان
أمى غروب الموج
فوق ألسنة الأغصان
وهدوء الهمس بين وشوشات
السهر وصرير السنديان
أمى النزيف الذى أنجب الغفران
والوجع الذى طبب الأحزان
والدفء الذى ألهب الإيمان
من عينيها قد رأيت أحلامى
ومن شفتيها قد عبرت الى أعوامى
ومن إنحناء عظامها قد قومت أنغامى
أمى لو كان السجود لك
قمة إجرامى
فأنا بعد الله أسجد لك
وأحنى لك رأسى تربة تسير
عليها خطواتك دون توبة
عن عصيانى
الإثنين سبتمبر 17, 2012 10:23 pm