من تشققات البيوت خرجنا
من أصيص الزرع نهضنا
من فناجين قهوتنا
ودخان سجائرنا
وسمسم الكعك نسلنا
من أعين الفراشات جئنا
من جذور الأرض إنبثقنا
من لعاب القمح
وعصبية الجبال
وعظام الوادى
ونهود الزيتون أتينا
من فوق شرفاتنا
وأسطح بناياتنا
وحبال غسيلنا
وصلوات أمهاتنا طلعنا
من حدقة الشمس
من سكون الهمس
وصخرة القدس
وأكفان النفس ظهرنا
ستخرج قبضاتنا من ثمار التين
ومن أكفان الياسمين
لتتذوقوا كوابيس قبوركم
حاملين أحجارنا
ومقالعنا
واكفاننا
وعصينا المتشققة
لنواجه رصاصكم
ونكش جنازير دباباتكم
وهدير طائراتكم
ونبتر زائدتكم الدودية
التى تغلغلت فى أمعائكم
فلا تستهينوا بنا
ولا بأطفالنا
ولا بأحلامنا
ولا بحصوات ضئيلة قد تأبطت ظلنا
لأننا شعب لا يموت
ولا تنطفىء حناجرنا
ولا نترك للدود أرضنا
لأننا شعب لا يحترق
ولا يتكسر
لأننا مزروعون فى قوارير حدودنا
وفى نواة الزيزفون
وعصب مروجنا
نحن شعب يستيقظ قبل صحوة الشمس
وقبل تنور الخبز
وقبل البذرة التى تلقح حقولنا
نحن شعب أخترق جاذبية الأرض
وشبك الطول بالعرض
حفر فى الغيم خنادق
وفى صدر التربة مصائد
وتحت إبط الخارطات مقاعد
سنأتى إليكم من أشعة الشمس
من غيبوبة القدر
من شموع اعماركم
من شهقة المطر
سنأتى إليكم من تحت وسائدكم
ومن فوق فراشكم
ومن حضن خزائنكم
ومفاتيح أبوابكم
سنأتى من تحت أظافركم
من عمودكم الفقرى
من نخاعكم الشوكى
من رموش أعينكم
سننفجر فى حناجركم
وسنبصققكم دما مخثرا من منازلكم
وسنخلل أكبادكم
بخل الغضب
ونعصر فوق جرحكم حامض التعب
لأننا سنقفز إليكم كلما فتحتم نوافذكم
لنكون أشهى إنتحاركم