نحن بطبعنا خلقنا من
أعيرة بنادقنا مقاومون
كان الزناد فى مشيمتنا
يلقن فم أبجديتنا خطط الهجوم
وكانت حبائلنا السرية
تغذي أوردتنا بأمصال المدافعون
كنا نتأهب لكم من خلف
ستائر أرحامنا مراقبون
وكنا نرضع من ولادة فجرنا
وأثداء شمسنا خرائط المجاهدون
تخثرنا بغير إرادتنا من
دماء المقاومة محاربون
وكنا ننتظر مخاضنا من
جبهات الوسائد تحت إبط الكروم
وكان ظهورنا من أصلاب
الجنازير أجنة مبارزون
فطمنا عن أحلامنا وأصررنا
على إرتشافها من ثغرات القدوم
كان الوطن بإنتظارنا وكانت
حقائبنا تتوضب لعودة المغادرون
وصموا دفاعنا بالإرتداد
وقالوا عن شهدائنا إنتحاريون
وما علموا أن الإنتحار من علو
الوطن ونزيف القهر شرف السمائيون
كانت شرانق الفراشات تخبىء أسلحتنا
وكنا فى خدر إنقضاضها مستيقظون
لأن نقفز من حرير أكفاننا
بأجنحة الشهادة محلقون
حتى إن أبتتنا الأرض من شقوق
مساماتها دخلوا فى غيبوبة ما لا يتوقعون
كنا نخرج لهم من سيقان العنب
وجراب الزيت وأفئدة الليمون
وكنا نثب من حناجر الصخر من
تحت أرجلهم بصفرة الرمل متلونون
نخضب قشعريرة ملامحهم ونرسم
فوق خوذة جبنهم إمضاء الثائرون
كنا نصرخ من لهاة اللوز ومن
ألسنة الجوز لبيك يا موت إننا جنوبيون
ما خلقنا عبثا من كوابيس غفوتهم
بل كنا من صحوة أحداقهم إرتداديون
حتى غدونا ملقطا ينتزع من
جسد التراب غرغرينة الإسرائيليون
وهم من بعد شفرة حلاقة
الأرض الى الزوال خالدون
سنسحقهم من حبات سمسم زعترنا
وسماق حامضنا وفوق لعاب زيتنا سيغرقون
سيقضمون الأظافر على حبوهم
فوق عروقنا وكسر آنية فخارنا وسيندمون
نعم نحن الى أكفان الحرية
بإبتسامة جروحنا ذاهبون
وسنمتطى صهوة الشوق فوق
ظهور الخيل الى مضمار الكرامة صاعدون
ولو عدتم بغباءكم الى زلة أقدامكم
فإننا لترويض عقولكم عائدون
لنريكم أضواء المجرات وبقع السديم
وذباب العين فى لوحة المسافرون
..