علمت التلاميذ
كيف يكتبون كلمة وطن
وكيف يرسمون خارطته
علمتهم كيف يلونون شوارعه
وكيف يقيموا علي شفاه
القلم عاصمته
علمتهم كيف يحفرون
علي صدر الكتاب ابجديته
وكيف يخطوا على السطور
نشيد هويته
واخبرتهم ان الوطن لا يموت
الا عندما ينحر كل شعبه
وانهم قد يزرعوه مجددا
ان تحطم في تربة طفولته
وقلت لهم ان السياسة كفن
بلا صلاة يحمل نعشه
وان الجيش درع من الصعب
إن شكلناه أن يتم اختراقه
وحدثتهم عن القدس الذي
لا زال متأبطا جذره
وعن عروبة تحاول إزالة الموت
من أنفاس سجوده
وحرضتهم علي الثورة بأقلام
الرصاص وبرماد خشبه
وطالبتهم بإقالة الذل عن ثغره
وبإستعمال الممحاة في إزالة
كل شوائبه
وبتخطيط الفلجار لتحديد مساحته
واخترعت لهم قواعد عربية
تضم حريته
وتفتح اشرعته
وتكسر حواجزه
وادخلتهم الي مختبرات الكيمياء
ليمزجوا نبضهم في نبضه
ومعرفة كيف يخلط مزيج الحق
ويفصل عن كذبه
ومنحتهم اعلي درجات التفوق
في حبه
دون اللجوء الي عنصرية
تقسم وحدته
ودون استعمال الغش للفوز بجنسيته
فما من وطن يسقط من علو
وأطفاله يعشقونه
وما من ارض تستباح اعراضها
وطفولتهم تعتنقه
وما من تاريخ يمحي وهم قادرون
مجددا علي كتابته
وما من تراب يقشط وهم بأناملهم الصغيرة يرسمون رحلته