كل البشر لديهم حرية للأحلام..
إلا حلمى انا...! لا زال عالقا فى الخيام..
يتلحف سكرة العنب ولذة الرمان.. هناك تحت كل قطعة قرميد ينام...
وفى كل قطرة دم للشوق من جنابة البعد يباشر بالإستحمام...
كل البشر لديهم احلام..
إلا أنا اجبرت على أن أترك حلمى فى الخيام...
حيث يتيمم من صديد الغربة .. ويمارس الصلاة تحت وسائد الغمام...
ويسبح بمسابيح العجائز التى نجت من الحطام...
كل البشر لديهم أحلام...
وانا ما رافقتنى إلا كوابيس.. تصيب غيبوبة البعد بالفصام...
هناك حيث كبر الزمن... دون أن يعى الحلم انه ضائع ما بين الركن والمقام
كل البشر لديهم ضحكات جريئة... وأنا ارفض أن ابتسم... إلا من فم الخيام
كل الطيور المهاجرة تعود الى احضان الشجر وأنا لا زلت احلق فى فضاء فارغ إلا من الحرمان ......
فكيف لشاعر أن يجيد فنون الكتابة.. وهو بلا عنوان...
وكيف لقصيدة أن تتمرغ بأبجدية الوطن ... وهى لا تمارس الإنسجام ..
وكيف لمشرك فى الوطن ان يتوب وهو مذنب بتهمة الطواف حول هويته دون إحرام..
حججت بحلمى الف الف عام .....
ولمست الحجر الأسود فى الصحوة وفى الهذيان ...
ونحرت الف الف ذكرى تجرنى لليأس.... دون أقدام...
وحينما اشتاق لها كشوق المخطىء للغفران...
اقول لها لبيك يا خيام...
ربما لم اعد بحاجة لإغماض عينى... كى اداعب وجودها فى المكان والزمان..
ربما اضعت خريطتها لكننى لا زلت اختلس النظر اليها.. عبر مسامات الاجسام
فأنا ومنذ ان رحلت عنها مصابة بحمى الحب لها بكل إجرام..
وانا اول قاتلة للبعد وأول مرتكبة لسفاح الإنقسام...
واول متوفاة تعلن من على منبر الأنفاس تكفين الصبر للأيتام...
كل البشر يملكون حلما وانا حلمى فى لبنان...
لا زال يشارك الأرز وسادته ومضاجعته للأمان...
ولا زلت ذات الطفلة وذات المرأة التى تمردت على العصف والريحان ..
فبأى آلاء ربى انساك يا خيام