اغمضوا اعينكم
وغظوا ابصاركم
وتلحفوا احلامكم
واشعروا بالبرد والغضب
ولا تشعلوا للثورة الحطب
فما خلع رئيس إلا وجاء الاحمق منه
كل يد في السياسة ملوثة
كل بند في اللعبة حرام
فتحت كل رحم حزام ناسف
وتحت كل لحية تكفير
قصروا الاثواب
وفصلوا للشمس الخمار
فما بقي من الدين إلا ذيل الفتنة
ولكل قنديل سم
ولكل سم فم
والملاعق تقضم دون مسهلات
ما عاد السكر يكفي
والعطر ميت علي اكفان الورد
الاطفال يتجمدون
والعجائز ينحرون
والنساء ترقص علي رجولة القش
وخاصرة الالحان
حقنا دولنا ببوتكس النفخ والضباب
وشددنا مؤخرة السحاب
وخرقنا كل العمليات التجميلية
واستخدمنا مشارط الكذب
كل سجادة للصلاة فارغة
إلا من دم يوسف
وحائض القصاص
نحتاج لقطن مصر
ولبلح العراق
وارز لبنان
فكل الحبوب فنيت
وكل البقول حرقت
وتقشرت جلدة التاريخ
وعري قابيل من جريمته
واخذ جائزة نوبل من الغراب
تراثنا صباح
واثارنا سقطة المداح
وحلمنا طبرة علي رأس النزيف
شام بلا ملابس داخلية
وليبيا بلا هوية
وجزائر تصافح القضية
وملل شرانقها ذئاب
ومساجدها اغتراب
وتسبيحات همجية
خاتم سليمان في يد قطر
وعصي موسي في خطر
والاحاديث لا تزال تقرأ
ولا تمول
سنن خجولة
وقرآن منسي
وكنائس مخدرة
وانجيل محرف
والقدس يأن
وعرفات لا زال السم يأكل جسده
ومن قتله
ومن قبله
ومن ورثه
وصدام ينعم بخراب الامة
ولا زال يترصد الكويت
من تحت كل دشداشة وبيت
والكعبة محرمة علي الفقراء
والاغنياء ينحرون كبش الفداء
نصوم علي القهر
ونفطر علي الحرام
قبل اذان المغرب بأيام
وفيروز لا زالت تبحث عن شادي
وقد دخل في حزب الخونة
مع برد الثلج
وليكون عازفا للموت
واميرا علي اغاني الطرب
جف صوت ام كلثوم
واختنق الماضي في البلعوم
وتشردق ابن سينا
وطه حسين وابن زيدون
فمن له الولاية
ومن هو المهدي المنتظر
ومن سيقطع كعكة الحرية
وبأي طف ستكون الواقعة
في افغانستان
ام في فلسطين
ام تحت رحمة الدجال
الذي سيزين لنا شجرة عيد الميلاد
وسيهبنا قوافل الاكفان
وجوائز الفشل
والموز في حدائق النساء كثير
لونه شاحب وطعمه قصير
ينكحه اهل الكروش
ويزني به من ملك الشهامة ليلقح الفروج
كل خدر للفراش اغتصب
كل يد للحرية قطعت
والشباب ضائعون
بلا فكر يتنزهون علي اجنحة الثورة
وذخائر الخراب
وكاظم بكل سهره
يغني للصباح
دون لحن مباح
حتي ان صاح الديك توقفنا عن النكاح
وارتجفنا من طيف الاشباح
فمع كل قبلة رصاصة
وفي كل غيمة قناصة
والاسد له عرين شفاف
والحريري يفصل لقصره غلاف
وتركيا تعد المسلسلات المدبلجة
والحبوب المنبهة
ومهند في اول صفوف الرجولة
تنحر له العذاري
علي سفرة الافلام
والمخرج مجهول الهوية
بلا وثيقة ولا مذهب
يؤلف قصصا عن الرسول
ونحن نتفرج في ذهول
والفيس بوك بألف وجه مزيف
والسلام بكل رحي يدور
تطحنه الافاعي
وتحمصه المؤتمرات
والمعارضة تخيم في ارض الحضارة
وتنشق عن امومة الوطن
وحضن الشرفاء
والخوف مستمر
نرضعه لاطفالنا
وهم يذهبون للمدارس تحت العجلات
بلا سائق للحياة
وبلا اشارات حمراء
والكل يخطب ويتكلم وينعق بما يشاء
وكأن الكون بلا اله
وبلا رقيب
حتي تفجش الغلاء
ورخص القدر
والقبور مزدحمة
الا من الدموع
ومن قسوة الحياة